احمد وائل عمر - القاهرة في السبت 27 ديسمبر 2025 11:23 صباحاً -
▪︎وزارة الثقافة تطلق فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من المؤتمر العام لأدباء مصر بالعريش دورة "محمد جبريل "تحت عنوان: الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل▪︎وزير الثقافة: الثقافة مسار موازٍ للتنمية وبناء الإنسان.. ونحرص على تحقيق عدالة ثقافية في كل ربوع الوطن
▪︎محافظ شمال سيناء: استضافة العريش للمؤتمر دعم حقيقي للحراك الثقافي وترسيخ لمكانة سيناء على خريطة الإبداع المصري
▪︎رئيس هيئة قصور الثقافة: انعقاد مؤتمر أدباء مصر في العريش رسالة بأن الأدب شريك أساسي في حماية الوعي الوطني
انطلقت بقصر ثقافة العريش فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من المؤتمر العام لأدباء مصر، دورة «الأديب الكبير الراحل محمد جبريل»، والذي يقام هذا العام تحت عنوان "الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل"، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتستمر فعالياته حتى 29 ديسمبر الجاري، في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى نشر الوعي وتكريس العدالة الثقافية في جميع أنحاء الجمهورية.
وافتتح فعاليات المؤتمر اللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، واللواء محمود شبايك سكرتير عام مساعد محافظة شمال سيناء نائبًا عن المحافظ، وذلك بحضور الشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والكاتب محمد ناصف مستشار رئيس الهيئة للشئون الثقافية والفنية، والشاعر عزت إبراهيم أمين عام المؤتمر، ومحمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، والدكتور شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، وأشرف المشرحاني مدير فرع ثقافة شمال سيناء، والشاعر وليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات ونوادي الأدب، إلى جانب لفيف كبير من الأدباء والباحثين والنقاد والإعلاميين والقيادات الشعبية والتنفيذية.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة أن انعقاد المؤتمر العام لأدباء مصر في مدينة العريش يحمل دلالة خاصة، باعتباره خطوة جديدة في طريق جعل الثقافة حاضرًا حيًّا في وجدان المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الوزارة تنظر إلى الأدب والفنون باعتبارها مسارًا موازيًا لجهود التنمية وبناء الإنسان. وأضاف أن المؤتمر يفتح مساحة رحبة للحوار بين الأدباء والنقاد والمبدعين حول مستقبل الكتابة والدراما، وكيف يمكن للإبداع أن يظل معبرًا بصدق عن القيم الراسخة للمجتمع المصري، وفي الوقت ذاته منفتحًا على آفاق التجديد والتطوير.
وأوضح وزير الثقافة أن اختيار شمال سيناء لاستضافة هذه الدورة يأتي تقديرًا لمكانتها الوطنية والثقافية، ودعمًا للمشهد الإبداعي بالمحافظة، مؤكدًا حرص الدولة على تحقيق انتشار عادل للأنشطة الثقافية والوصول بخدماتها إلى جميع المحافظات، بما يعزز التواصل بين أبناء الوطن ويحمي خصوصيته الثقافية
وفي كلمته أعرب اللواء خالد اللبان عن سعادته بافتتاح هذه الدورة، مؤكدًا أن المؤتمر العام لأدباء مصر يمثل على مدار تاريخه الطويل أحد أعمدة الحياة الأدبية والفكرية في مصر، ومنصة جادة للحوار المسؤول حول قضايا الإبداع والهوية والمجتمع. وأشار إلى أن المؤتمر يعد مساحة حقيقية لتبادل الرؤى وطرح الأسئلة الكبرى، والانحياز لقيم التنوير والعقل والنقد، وهو ما يجعل انعقاده في هذا التوقيت، وعلى أرض سيناء، رسالة واضحة بأن الثقافة حاضرة في قلب مشروع الدولة، وأن الأدباء والمبدعين شركاء أساسيون في بناء الوعي الوطني وصون الهوية المصرية.
وأكد «اللبان» أن انعقاد المؤتمر بمدينة العريش جاء استجابة واعية لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بترسيخ مبدأ العدالة الثقافية وتكثيف الحضور الثقافي في سيناء والوصول بالخدمة الثقافية إلى كل ربوع الوطن، باعتبار الثقافة حقًا أصيلاً لكل مواطن وليست ترفًا أو نشاطًا هامشيًا.
وأضاف قائلاً: «إننا نلتقي اليوم على أرض العريش في شمال سيناء لنؤكد أن الثقافة ليست نشاطًا ثانويًا، بل هي فعل وطني واعٍ، وأداة أساسية لحماية الهوية وترسيخ الانتماء ومواجهة الأفكار الهدامة، وبناء إنسان قادر على الفهم والاختيار والمشاركة الإيجابية في مسيرة التنمية».
وأشار إلى أن عنوان هذه الدورة «الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل» يعبر عن إشكالية حقيقية تفرض نفسها على الواقع الثقافي المعاصر، ويفتح نقاشًا مهمًا حول علاقة الأدب بالدراما وحدود التأثير المتبادل بينهما، ومسئولية الكلمة في زمن الصورة، وكيفية الحفاظ على الخصوصية الثقافية للمجتمع المصري مع الانفتاح على المستقبل دون التفريط في الهوية الوطنية.
وأوضح أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تواصل دورها التنويري من خلال استراتيجية متكاملة لتطوير الأداء وتحديث آليات العمل وتعظيم الاستفادة من الموارد ورفع كفاءة العنصر البشري بما يواكب المتغيرات الثقافية والتكنولوجية الحديثة. وتتصدر التحول الرقمي هذه المحاور، بما ينعكس مباشرة على تطوير آليات النشر والتسويق الثقافي وتوسيع الاعتماد على الوسائط الحديثة للوصول بالمحتوى الثقافي إلى شرائح أوسع من الجمهور ومنح المبدعين فرصًا أكبر للانتشار والتفاعل. كما تشمل الاستراتيجية تطوير منظومة التعاقدات وتخصيص نسبة 10% من عوائد التسويق الرقمي للكتاب كقيمة إضافية إلى جانب التعاقد الأصلي، فضلًا عن تعزيز التواصل مع الأدباء والمبدعين وحفظ الإنتاج الثقافي وإتاحته بصورة عادلة ومنتشرة.
وأكد أن وزارة الثقافة، من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة، تبذل جهودًا متواصلة في شمال سيناء، حيث شهدت المحافظة افتتاح وتطوير عدد من المواقع الثقافية في نخل والمساعيد وقاطية ونجيلة، إلى جانب تكثيف القوافل الثقافية، وتشغيل المسارح المتنقلة، وتنفيذ برامج متنوعة تستهدف مختلف الفئات العمرية، وصولًا إلى مشروع «أهل مصر» الهادف إلى دعم أبناء المحافظات الحدودية وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة الفاعلة في صناعة المشهد الثقافي الوطني.
وفي ختام كلمته هنأ الحضور وأبناء شمال سيناء بإعلان المحافظة عاصمة للثقافة المصرية لعام 2026، مؤكدًا أن هذا الاستحقاق الثقافي سيصاحبه تكثيف غير مسبوق للفعاليات والأنشطة الثقافية على مدار عام كامل، بما يعزز حضور سيناء في قلب المشهد الثقافي المصري، معربًا عن أمله في أن تسفر أعمال المؤتمر عن رؤى وتوصيات جادة تدعم دور الأدب والدراما في حماية الخصوصية الثقافية المصرية وفتح آفاق جديدة للمستقبل، وترسيخ دور الثقافة كخط دفاع أول عن وعي الوطن.
ومن جانبه نقل اللواء محمود شبايك تحيات محافظ شمال سيناء إلى الحضور، معربًا عن تقديره العميق لانعقاد المؤتمر بمدينة العريش، ومؤكدًا أهمية هذه الخطوة في دعم الحراك الثقافي بالمحافظة، كما وجّه الشكر إلى وزير الثقافة ومساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة وكل من ساهم في تنظيم المؤتمر وإخراجه بهذه الصورة المشرفة.
كما ألقى الدكتور شوكت المصري عضو الأمانة العامة ولجنة الأبحاث كلمة الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل رئيس المؤتمر، والتي أكد فيها أن انعقاد مؤتمر أدباء مصر في دورته السابعة والثلاثين بمدينة العريش الأبية الحرة يحمل دلالة وطنية وثقافية عميقة، باعتبار سيناء أرض الكرامة والعزة والإرادة المصرية الخالصة، مشيرًا إلى أن أدباء ومثقفي مصر كانوا دائمًا فاعلين في تشكيل وعي المجتمع ورسم ملامح الهوية الوطنية. وأعرب عن تقديره لاختيار الأمانة العامة له لرئاسة هذه الدورة، موجّهًا الشكر لأعضائها كافة ولرؤساء اللجان لما بذلوه من جهد كبير للحفاظ على تاريخ المؤتمر وتطوير مستقبله.
وثمّن رئيس المؤتمر جهود وزارة الثقافة، موجّهًا الشكر للدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة على دعمه وإيمانه بقيمة المؤتمر وإصراره على انعقاده في موعده رغم ما واجهه من تحديات، كما ثمّن الاستضافة الكريمة من اللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء وما قدمه من تيسيرات. وأعرب عن تقديره للهيئة العامة لقصور الثقافة بوصفها قاطرة العمل الثقافي في مصر والوطن العربي.
وأشار إلى مبادرته بإطلاق مسابقة لأفضل بحث نقدي في مجال الدراما للشباب، موضحًا أن نحو 15 بحثًا تقدموا للمسابقة بإجمالي جوائز بلغت 60 ألف جنيه، بواقع 25 ألف جنيه للمركز الأول و20 ألفًا للثاني و15 ألفًا للثالث، مؤكدًا أهمية استمرار هذه الجائزة في الدورات المقبلة دعمًا لشباب الباحثين.
كما أكد الشاعر عزت إبراهيم أمين عام المؤتمر أن انعقاد الدورة السابعة والثلاثين على أرض شمال سيناء رسالة قوية بأن مصر آمنة بفكرها وقادرة بمثقفيها على جعل صوت الإبداع أعلى من كل التحديات، مشيرًا إلى أن المؤتمر تحول عبر العقود إلى برلمان ثقافي وقافلة تنويرية تجوب المحافظات وترسخ قيم الحرية والإبداع.
وأكد الدكتور وليد شوشة عميد المعهد العالي للنقد الفني والمشرف العام على اللجنة العلمية أهمية الدور الأكاديمي في دعم الحركة النقدية، موجّهًا الشكر لأعضاء لجنة التحكيم ومتمنيًا للمؤتمر التوفيق والنجاح.
وقد انطلقت الفعاليات بديفيليه فني لفرقة مواهب شمال سيناء، ثم تفقد معرض الكتاب من إصدارات الهيئة بأسعار مخفضة، أعقبه افتتاح معرض للفنون التشكيلية وآخر للحرف البدوية والتراث السيناوي. وعلى المسرح عُرض فيلم تسجيلي عن ذاكرة المؤتمر من إعداد وإخراج محمد شومان، كما قدمت فرقة العريش للفنون الشعبية بقيادة سامح الكاشف مجموعة من الفقرات الاستعراضية المميزة، وأدار الحفل الإعلامي خالد منصور.
كما شهدت الفعاليات تكريم أعضاء اللجنة العلمية، إلى جانب تكريم الفائزات بمسابقة الأبحاث وهن: الباحثة مروة سعيد (المركز الأول)، والباحثة نورا سمير (المركز الثاني)، والباحثة سارة أبو رية (المركز الثالث).
ويعقد المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي وفرع ثقافة شمال سيناء.
ويشارك في المؤتمر نخبة كبيرة من الأدباء والمبدعين والباحثين والنقاد والإعلاميين، حيث يشهد تنظيم 11 جلسة بحثية، وورشًا متخصصة في كتابة الدراما والسيناريو، وموائد مستديرة، إلى جانب أمسيات شعرية وقصصية وعروض فنية، فضلًا عن تكريم عدد من المبدعين والنقاد والإعلاميين وإصدار مجموعة من المطبوعات التي تحتفي بشخصية الدورة وإبداعات أبناء شمال سيناء وأبحاث المشاركين.
وتختتم فعاليات المؤتمر يوم الاثنين 29 ديسمبر بعقد جلسة التوصيات في الثامنة والنصف مساء، إلى جانب تكريم عدد من الرموز الإبداعية في مصر، مع تخصيص تكريم خاص لمبدعي شمال سيناء الذين قدموا إسهامات بارزة في إثراء الحياة الأدبية والثقافية.
أخبار متعلقة :