انتم الان تتابعون خبر هدنة غزة على مفترق طرق.. هل تصمد أمام الحسابات المتضاربة؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 17 ديسمبر 2025 01:17 مساءً - فعلى الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها أطراف الوساطة، تبدو العملية التفاوضية عالقة عند أول اختبار عملي، وسط اتهامات متبادلة بتعطيل التنفيذ، وتباين في الرؤى بشأن مستقبل غزة وترتيبات "اليوم التالي".
ذريعة للاستمرار لا للحل
يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أيمن الرقب، خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على "دوت الخليج" أن ملف جثث الجنود الإسرائيليين كان مطروحا خلال مفاوضات شرم الشيخ، حيث ناقشت حركة حماس احتمالية تبخّر بعض الجثث بفعل القصف الكثيف، ومع ذلك، تعاونت بشكل واسع، بمشاركة فرق إسرائيلية والصليب الأحمر ومعدات مصرية، للوصول إلى مواقع القتلى. وبحسب الرقب، لم يتبقَّ سوى جندي واحد معروف الموقع في منطقة الزيتون، إلا أن تدمير المنطقة ووقوعها خارج ما يعرف بـ"الخط الأصفر" يمنع الوصول إليه. ويؤكد أن الاحتلال لا يُبدي رغبة حقيقية في استعادة الجثة، بل يوظّف الملف ذريعة للاستمرار في العدوان.
تهدئة شكلية وواقع دموي
يشدد الرقب على أن ما يسمى بالتهدئة لم يوقف آلة القتل، إذ قتل نحو 400 فلسطيني خلال 65 يوما، في عمليات اغتيال واستهدافات شملت قيادات وأطفالا على حد سواء.
ويعتبر أن هذه الأرقام تعكس نموذجا مشابها لما يفعله الاحتلال في لبنان، من حيث القصف المتقطع تحت غطاء سياسي وأمني، في سياق يسعى إلى "لبننة" غزة وتحويلها إلى ساحة استنزاف مفتوحة.
هندسة جغرافية وديموغرافية للقطاع
يكشف الرقب عن معطيات لم تُدرج في أوراق الاتفاق، تتعلق بمشاريع متداولة لإنشاء "رفح الجديدة" أو "غزة الشرقية"، بما يعني نقل السكان إلى مناطق مُستحدثة.
ووفق تقديره، يسعى الاحتلال إلى خفض عدد سكان القطاع إلى النصف، إما عبر القتل أو التهجير، مشيرا إلى ما وصفه بـ"الهجرة الناعمة"، حيث غادر ما لا يقل عن 20 ألف شخص غزة خلال الحرب، بذرائع تتعلق بازدواج الجنسية أو الروابط العائلية.
السلاح والمرحلة الانتقالية.. تضخيم سياسي
في ما يتصل بملف سلاح حماس، يقلل الرقب من حجم التهويل الإسرائيلي، مؤكداً أن غزة لم تعد تمتلك صواريخ بعيدة المدى أو أسلحة نوعية مؤثرة، وأن ما تبقى لا يرقى إلى تصنيف "السلاح الثقيل".
ويشير إلى تفاهم جرى في 8 أكتوبر بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووفد من حماس، يقضي ببقاء السلاح الخفيف خلال المرحلة الانتقالية، إدراكا من واشنطن لخطورة الفراغ الأمني، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدوافع انتخابية داخلية.
حماس بين العجز العسكري والوظيفة الأمنية
يقدّر الرقب أن خيارات حماس العسكرية باتت شبه معدومة، وهو ما يفسّر إقدام الاحتلال على الاغتيالات دون خشية من رد واسع.
غير أن المفارقة، وفق تحليله، تكمن في النظرة الأميركية التي ترى في حماس الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الغزي خلال المرحلة الانتقالية، في ظل وجود عشرات آلاف الأيتام وحالة كراهية عميقة لا يمكن احتواؤها باتفاقات مؤقتة.
غياب فلسطيني وفراغ سياسي
ينتقد الرقب غياب منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة وحركة فتح عن المشهد، معتبراً أن هذا الغياب أفسح المجال لتدخلات خارجية في تقرير مستقبل غزة.
ويحمّل القيادة الفلسطينية مسؤولية عدم الدعوة إلى إطار جامع، رغم مخرجات اجتماعات بكين التي دعت إلى حكومة تكنوقراط وإطار مؤقت يضم جميع الفصائل. ويحذّر من أن استمرار الانتظار سيُعيد إنتاج سيناريوهات سابقة، لن يستفيد منها أي طرف فلسطيني.
رفح الجديدة ومستقبل الحرب
يختم الرقب بالإشارة إلى ما وصفه بإعطاء ضوء أخضر أميركي لإزالة الأنقاض في رفح تمهيدا لبناء مدينة جديدة، معتبرا أن ذلك قد يؤجل الحرب الشاملة لكنه لا يوقفها.
ويرى أن النموذج القائم يخدم الاحتلال، سواء لأسباب أمنية أو اقتصادية أو مرتبطة بالسيطرة على الساحل والغاز، مؤكداً أن بقاء الاحتلال مرهون بالدعم الأميركي، وأن أي تغيير حقيقي يبدأ من وقف هذا الغطاء السياسي.
تعطيل متعمّد لمسار السلام
يرى الباحث في المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية فادي حيلاني أن الحكومة الإسرائيلية لا تُخفي رغبتها في تعطيل أي عجلة سلام تحاول الإدارة الأميركية تدويرها في الإقليم، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا.
فالمشروع الأميركي، وفق الرؤية التي عرضها، يقوم على مسار مرحلي يبدأ بوقف إطلاق النار، ثم الانتقال إلى ترتيبات سياسية وأمنية تشمل في غزة وجود قوات دولية وسلطة محلية وإعادة الإعمار.
غير أن إسرائيل، بحسب حيلاني، ترفض الانخراط في هذه المشاريع، وتسعى عملياً إلى تفريغها من مضمونها.
الرهائن كذريعة سياسية
ويؤكد حيلاني أن استخدام ملف الرهائن، ولا سيما الحديث عن جثة رهينة واحدة، لا يعدو كونه ذريعة سياسية بامتياز. فتعطيل مشروع سلام كامل على هذا الأساس، من وجهة نظره، يعكس توجها إسرائيليا لعرقلة أي انتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وليس حرصا فعليا على المسار التفاوضي.
الخطوط الحمراء الأميركية
في توصيفه لطبيعة السلوك العسكري الإسرائيلي، يلفت حيلاني إلى أن تل أبيب لا تشن حروبا مفتوحة، ليس التزاما بالسلام، بل خشية تجاوز الخطوط الحمراء الأميركية. فالرئيس الأميركي، بحسب حيلاني، أوقف الحروب في غزة، ولم يمنح الضوء الأخضر لعمليات واسعة في سوريا ولبنان.
لذلك تعتمد إسرائيل على ضربات عسكرية دقيقة وعمليات متفرقة، تحاول من خلالها الاستمرار في الضغط دون كسر الإرادة الأميركية بشكل مباشر.
توتر في التنسيق ورسائل شديدة اللهجة
ويشير حيلاني إلى أن اغتيال أحد قياديي حركة حماس شكل محطة مفصلية في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، إذ كشفت المصادر الأميركية، وحتى البيت الأبيض، عن غياب التنسيق مع الإدارة الأميركية، ما أثار غضب الرئيس ترامب ودفعه إلى توجيه رسائل شديدة اللهجة إلى بنيامين نتنياهو.
هذه التطورات، برأي حيلاني، تعكس حجم التوتر القائم وحدود الصبر الأميركي.
اختبار الإرادة لا القدرة
يضع حيلاني المشهد الحالي في إطار "لحظة اختبار أميركية فارقة"، مشددا على أن الولايات المتحدة تملك القدرة على إجبار إسرائيل على اتخاذ قرارات صعبة، كما فعلت في اتفاقي غزة السابقين.
إلا أن السؤال الجوهري، وفق طرحه، يتعلق بتوفر الإرادة السياسية الأميركية، لا بالقدرة. فإذا توفرت هذه الإرادة، يرى حيلاني أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق سيحصل بغض النظر عن الذرائع الإسرائيلية.
الانقسام الفلسطيني كأداة استراتيجية
وفي تحليله للبعد الفلسطيني، يعتبر حيلاني أن السياسة الإسرائيلية تقوم منذ سنوات على تعميق الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، ورأت دائماً في غياب وحدة الصف مصلحة استراتيجية لها.
ويشير إلى أن التخوف الإسرائيلي من شخصيات قادرة على توحيد الفلسطينيين، مثل مروان البرغوثي، يفسّر رفض الإفراج عنه، لما قد يشكله من تهديد لهذه المعادلة.
السلام مقابل استمرار الحروب
يخلص حيلاني إلى أن هناك مفترق مصالح واضحاً بين واشنطن وتل أبيب: إسرائيل تريد استمرار الحروب، بينما ترى الولايات المتحدة أن مصلحتها تكمن في وقفها وتقديم نفسها كراعٍ للسلام.
وبين هذين الخيارين، تبقى المنطقة أمام امتحان مفتوح لمدى جدية الإرادة الأميركية في فرض مسار سياسي يضع حدا لدورات العنف المتكرر
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر هدنة غزة على مفترق طرق.. هل تصمد أمام الحسابات المتضاربة؟ .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :