انتم الان تتابعون خبر نتنياهو والحرب المفتوحة.. رهانات الداخل وضغوط الإقليم من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الجمعة 26 ديسمبر 2025 09:23 صباحاً - أعادت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة منسوب القلق الإقليمي إلى الواجهة، مع تصاعد نبرة التهديد تجاه إيران وحزب الله والحوثيين، في توقيت بالغ الحساسية تتشابك فيه الجبهات العسكرية مع الحسابات السياسية الداخلية والخارجية.
وفي قراءة تحليلية معمقة، يقدّم الأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية الملكية العسكرية ببروكسل سيد غنيم، مقاربة تضع هذه التصريحات في سياق حرب لم تتوقف، ومعادلات قوة يسعى نتنياهو إلى إعادة رسمها، مستنداً إلى رهانات داخلية ودعم خارجي يأمل في توسيعه خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن.
الحرب مستمرة ووقف النار من طرف واحد
يرى سيد غنيم أن الحرب عملياً لم تنتهِ، حتى في ظل الحديث عن وقف لإطلاق النار، معتبراً أن ما يجري هو وقف أحادي الجانب. ويستدل على ذلك باستمرار تبادل النيران، سواء عبر استهدافات متبادلة مع حزب الله، أو ضربات تطال بنى عسكرية ومواقع داخل مناطق محددة، إضافة إلى استهداف عناصر فلسطينية بحجة قربها من الخط الأصفر.
كما يلفت إلى أن الردود الإسرائيلية على هجمات الحوثيين غالباً ما تأتي في إطار رد “فعّال”، بينما بات الحشد الشعبي في العراق مهدداً بشكل مباشر، مع تصاعد المطالبات العلنية بنزع سلاحه.
ويؤكد غنيم أن اختلاف مقاربات نزع السلاح بين الفاعلين يعكس طبيعة الصراع؛ فبعض الأطراف يُطالب بنزع سلاحه دون قتال مسبق، فيما يُربط ذلك بالنسبة لحزب الله وحماس بسياق القتال نفسه، ما يعني أن الحرب، وفق هذا المنطق، ما زالت مفتوحة.
خطاب نتنياهو والرهان على الداخل
يحلّل غنيم خطاب نتنياهو باعتباره موجهاً بالأساس إلى الداخل الإسرائيلي. فالجمهور، بحسب تقديره، ينتظر منه وعدين أساسيين: القضاء التام على أي تهديد يواجه إسرائيل، من حزب الله وصولاً إلى إيران، وتقديم ما يشبه “الكعكة السياسية” التي تضمن له دعماً شعبياً في مواجهة أزماته القضائية.
ومن هذا المنطلق، يعتبر أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب التي بدأها في السابع من أكتوبر إلا بعد تحقيق أهدافه المعلنة، وعلى رأسها تغيير معادلة التوازن في القوة والنفوذ، حيث تمثل القوة عناصر القوى الشاملة لإيران، بينما يرمز النفوذ إلى أذرعها في المنطقة.
شعبية متقلبة وعجلة الحرب
يشير غنيم إلى أن شعبية نتنياهو شهدت تراجعاً حاداً بعد السابع من أكتوبر، ثم ارتفعت نسبياً مع فتح جبهات اعتُبر أنها حققت إنجازات، قبل أن تعود إلى التراجع مجدداً.
وفي المقابل، يراهن نتنياهو على "عجلة الحرب"، مدفوعاً برأي عام إسرائيلي يرى أن استمرار المواجهة هو السبيل لإنهاء التهديدات المحيطة بالدولة، رغم أن هذا الجمهور يتمنى نهاية الحرب، ولكن بشروط تصب في مصلحة إسرائيل.
زيارة واشنطن والسعي إلى الضوء الأخضر
في سياق حديثه عن زيارة نتنياهو المرتقبة إلى الولايات المتحدة، يذهب غنيم إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى ضوء أخضر سياسي، بل يتطلع، إذا ما سمحت الظروف، إلى مشاركة أميركية مباشرة في ضرب إيران.
ويؤكد أن ما يُعلن ليس مجرد خطاب موجه للداخل، بل يرافقه تنفيذ ميداني متدرج، في إطار مسار لن يتوقف قبل تحقيق الهدف النهائي.
الموقف الأوروبي والتحفظات المتزايدة
على الصعيد الأوروبي، يوضح غنيم أن الموقف لم يعد كما كان سابقاً. فبينما كانت أوروبا تقف خلف إسرائيل باعتبارها الطرف “المظلوم”، فإنها اليوم تميّز بين دعم إسرائيل في مواجهة التهديدات المباشرة، ورفضها الاستمرار في حرب تطال المدنيين، حتى وإن قُدّمت مبررات غير مقصودة لذلك. هذا التحول يفرض قيوداً إضافية على هامش المناورة الإسرائيلي.
اختلال التوازن الإقليمي وحدود القوة الإسرائيلية
ينتقل غنيم إلى تحليل أعمق لمعادلات القوة في الإقليم، مؤكداً أن القضاء الكامل على قدرات إيران ليس في مصلحة الدول العربية، لأنه يخلّ بميزان القوة.
ويصف إسرائيل بأنها قوة إقليمية نوعية ذات تأثير مؤقت، وليست قوة إقليمية شاملة، نظراً لمحدودية عمقها الاستراتيجي وحجمها الديموغرافي.
فالقوة الحقيقية، وفق هذا المنظور، تقوم على عناصر شاملة سياسية واقتصادية وعسكرية وبشرية وتكنولوجية، وهي عناصر لا تمتلكها إسرائيل بالقدر الذي يؤهلها لفرض نفوذ طويل الأمد.
الاعتماد على واشنطن وحدود النصر
يختم غنيم تحليله بالإشارة إلى أن التهديد الخارجي الثابت لإسرائيل يتمثل في احتمال انقطاع الدعم الأميركي، رغم سعيها إلى تقليص هذا الاعتماد قبل عام 2030. ومع ذلك، يلفت إلى أن القدرات الإسرائيلية الحالية تمكّنها من هزيمة تنظيمات غير دولية، لكنها لا تؤهلها لتحقيق نصر حاسم على دولة ذات سيادة، كما في حالة إيران.
ومن هنا، يقرأ زيارة نتنياهو إلى واشنطن كمحاولة لإقناع الولايات المتحدة بخوض حرب شاملة إلى جانب إسرائيل ضد إيران، على غرار ما جرى في تجارب سابقة، لتحقيق ما تعجز عنه إسرائيل منفردة.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر نتنياهو والحرب المفتوحة.. رهانات الداخل وضغوط الإقليم .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :