انتم الان تتابعون خبر أكاديمية محمد السادس.. قصة "مصنع نجوم الكرة" في المغرب من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في السبت 20 ديسمبر 2025 01:17 مساءً - مع انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025، تقف أكاديمية محمد السادس كشاهد حي على أن التميز الأفريقي يمكن صناعته وتطويره فوق تراب القارة، فلم يعد الموهوب المغربي مضطرا للرحيل مبكرا إلى أوروبا ليحقق حلمه، فالأكاديمية غيرت المعادلة ووفرت بنية تحتية ومنهجية تضاهي الصروح العالمية.
وحين ينظر المشجع المغربي إلى قائمة المنتخب المغربي التي اختارها المدرب وليد الركراكي، يجد 5 لاعبين رئيسيين يشكلون العمود الفقري للمنتخب، جميعهم مروا من بوابة هذه القلعة الرياضية، وهم: نايف أكرد وعز الدين أوناحي ويوسف النصيري وأسامة ترغلين وعبد الحميد آيت بودلال، ورغم اختلاف مساراتهم الاحترافية، إلا أنهم يتحدثون لغة كروية واحدة، لغة تعلموها خلف أسوار الأكاديمية التي باتت اليوم "مصنع النجوم" الأكثر تأثيرا في القارة.
مشروع استراتيجي
لم يكن نجاح هذا الجيل وليد صدفة عابرة أو موهبة فطرية لم تجد من يرعاها، بل كان نتاج مشروع استراتيجي طويل الأمد، وضعت لبناته الأولى قبل عقدين من الزمن، إذ يؤكد رئيس قسم انتقاء المواهب في الأكاديمية، طارق الخزري، أن هذا الصرح لم ينم بدافع الحاجة الملحة للأندية، بل كان تجسيدا لرؤية ومبادرة ملكية من الملك محمد السادس، تهدف إلى تحديث المنظومة الكروية وبناء جيل قادر على المنافسة عالميا.
يتذكر أول مدير تقني للأكاديمية، ناصر لارغيت، البدايات قائلا "وصلت إلى المشروع ومعي ورقة بيضاء فقط، كانت المهمة جبارة، إذ تطلب الأمر تصميم كل شيء من الصفر بين عامي 2007 و2010، بدءا من المخططات المعمارية وصولا إلى المناهج الرياضية والتربوية".
طاف لارغيت وفريقه أرجاء المملكة، وراقبوا أكثر من 15 ألف طفل، وفي النهاية، لم يقع الاختيار إلا على 37 طفلا فقط، كانت عملية انتقاء "قاسية" لكنها هادفة، وسرعان ما بدأت الثمار تنضج، فبحلول العام الثاني، كان طلاب الأكاديمية يغزون المنتخبات الوطنية للناشئين والشباب والفريق الأولمبي، واليوم يتحدث الجميع عن "العلامة التجارية" لأكاديمية محمد السادس.
ولا تتعلق هذه العلامة فقط بالدقة التقنية أو القدرة على اللعب تحت الضغط في المساحات الضيقة، بل تتعلق بـ "الشخصية"، يوضح الخزري أن خريجي الأكاديمية يتميزون بتواضع جم وإدراك عميق بأنهم يمثلون شيئا أكبر من ذواتهم.
وتظهر هذه الهوية بوضوح في نايف أكرد، المدافع الذي يجسد الرزانة والمسؤولية، وفي عز الدين أوناحي، المايسترو الذي يمنح المغرب إيقاعا أنيقا يذكر بصناع اللعب الكلاسيكيين، أما يوسف النصيري، فقد وصل إلى الأكاديمية شابا يمتلك السرعة والموهبة الخام، ليتحول هناك إلى مهاجم يمتلك الذكاء الميداني والقدرات البدنية التي تجعله رجل المواعيد الكبرى، وينضم إليهم أسامة ترغلين بذكائه في وسط الملعب، و عبد الحميد آيت بودلال الذي يمثل استمرارية هذا الخط الإنتاجي الفريد.
"النضج والاستمرارية"
يرفض طارق الخزري قياس نجاح الأكاديمية بمجرد توقيع العقود الاحترافية أو الانتقال إلى الدوريات الأوروبية، بالنسبة له، المعيار الحقيقي هو "النضج والاستمرارية"، موضحا "الرهان لا يكسب عند الإنتقاء أو التوقيع، بل عندما يستقر مستوى اللاعب مع ناديه ومنتخبه الوطني على المدى الطويل".
وبلغة الأرقام، ومن بين 57 لاعبا مروا تحت إشراف لارغيت، أصبح 47 منهم لاعبين محترفين، و15 منهم انتقلوا مباشرة إلى أوروبا، وشارك العديد منهم في كؤوس العالم، ودورات الألعاب الأولمبية، ونهائيات أمم أفريقيا. لقد تحول النموذج المغربي من مجرد "تجربة" إلى "منهجية محترمة" تدرسها الآن اتحادات أفريقية أخرى تسعى للاقتداء بهذا النجاح، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).
وقد تكون الميزة الأكثر استثنائية في الأكاديمية هي تركيزها الصارم على التعليم، إذ يؤكد لارغيت أن الانضباط الدراسي والهيكل اليومي واحترام الحياة الجماعية كانت جزءا لا يتجزأ من تكوين اللاعب، "المسيرة الكروية تنتهي في سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين، لذا يجب استباق ما يأتي بعد ذلك"... هذا الأساس التعليمي هو ما منح اللاعبين القدرة على تحمل الضغوط الوطنية الهائلة دون انكسار، ومواجهة الانتكاسات بنضج وحكمة.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر أكاديمية محمد السادس.. قصة "مصنع نجوم الكرة" في المغرب .. في رعاية الله وحفظة
