أخبار عالمية

العالم اليوم - ثورة الروبوتات في الصين.. سباق الريادة يصطدم بمخاوف الفقاعة

العالم اليوم - ثورة الروبوتات في الصين.. سباق الريادة يصطدم بمخاوف الفقاعة

انتم الان تتابعون خبر ثورة الروبوتات في الصين.. سباق الريادة يصطدم بمخاوف الفقاعة من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 12:23 مساءً - يراقب العالم تسارعاً لافتاً في اندفاعة الصين نحو صناعة الروبوتات، وسط زخم استثماري وإعلامي غير مسبوق يعكس طموح بكين لترسيخ موقعها في قلب الثورة التكنولوجية المقبلة، في وقت تتزامن فيه مشاهد الابتكار السريع مع تساؤلات عميقة حول جدوى هذا السباق وحدوده الاقتصادية.

يتزامن هذا الحراك مع تحولات واضحة داخل المصانع والمدن الصينية، حيث تحولت الروبوتات من مجرد أدوات إنتاج، إلى أن أصبحت جزءاً من المشهد اليومي، ما يعزز سردية التفوق الصناعي، لكنه يفتح في المقابل باب النقاش حول ما إذا كان هذا التوسع يعكس نضجاً حقيقياً في السوق أم اندفاعاً يفوق قدرته على توليد قيمة مستدامة.

تتداخل في هذا المشهد مواقف رسمية حذرة، وتحذيرات خبراء، وتوقعات متفائلة بشأن مستقبل الصناعة، في معادلة دقيقة بين الطموح والواقع، تجعل من تجربة الروبوتات في الصين اختباراً مفصلياً لمسار الابتكار العالمي في السنوات المقبلة.

في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه:

  • على الرغم من الاهتمام الشعبي، تتزايد المخاوف من أن صناعة الروبوتات في الصين تتطور بسرعة مفرطة.
  • الروبوتات قادرة على محاكاة الحركة البشرية، بل وإنجاز مهام أساسية، لكنها لا تمتلك المهارة الكافية لأداء العديد من المهام التي يقوم بها البشر حاليًا.
  • مع اندفاع العديد من الشركات إلى هذا القطاع، تحذر بكين من فقاعة محتملة.

وقالت الحكومة الصينية الشهر الماضي إن أكثر من 150 شركة مصنعة تتنافس على حصة من السوق، محذرةً من أن الصناعة معرضة لخطر وجود مجموعة من "المنتجات المتكررة للغاية".

ونقلت الصحيفة عن كبير المحللين في شركة أومديا لأبحاث التكنولوجيا، ليان جي سو، قولها: "تعتمد الصين نهج الهجوم أولاً عندما يتعلق الأمر بتبني التكنولوجيا الجديدة. لكن هذا يؤدي عموماً إلى تنافس عدد كبير من البائعين على حصص صغيرة من السوق".

  • كما فعلت مع السيارات الكهربائية، حققت الصين ريادة عالمية مبكرة في صناعة الروبوتات.
  • تستخدم الصين في مصانعها روبوتات أكثر مما تستخدمه بقية دول العالم مجتمعة، متفوقةً بذلك على اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وألمانيا.
  • أحدثت الروبوتات نقلة نوعية في خطوط الإنتاج الصينية، حيث تقوم بمهام مثل لحام قطع غيار السيارات ورفع الصناديق على سيور النقل.

وتضيف الصحيفة: ليس من المستغرب أن تصادف روبوتاً في بكين؛ فالآلات الروبوتية تقدم خدمة الغرف في الفنادق وتلمّع أرضيات المطارات.

كما تساعد الروبوتات ذات الأرجل الأربعة في توصيل الطرود في الجامعات.

وقامت الروبوتات بطهي وتقديم الطعام في المقاصف خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022.

لكن الصين تعمل أيضاً على تطوير الجيل القادم من الروبوتات: روبوتات لا تقتصر على المظهر فحسب، بل تفكر وتتصرف كالبشر.

وقد أنفق المستثمرون من القطاعين العام والخاص أكثر من 5 مليارات دولار هذا العام على الشركات الناشئة التي تصنع روبوتات شبيهة بالبشر، وهو نفس المبلغ الذي أنفق في السنوات الخمس الماضية مجتمعة.

تتمتع شركات تصنيع الروبوتات الصينية بمزايا كبيرة، إذ تستفيد من أقوى قطاع تصنيعي في العالم، ومن دعم مستويات حكومية متعددة.

كما أنها تُحسّن باستمرار من قدرتها على تصنيع أجزاء مثل المحركات والبراغي المتخصصة في مفاصل الروبوتات.

حدود المخاطر

تقول الكاتبة الصحافية الصينية، سعاد ياي شين هوا، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • إن تقييم ما إذا كانت صناعة الروبوتات تواجه ما يُعرف بـ "فقاعة نظامية" يتطلب النظر إلى حدود المخاطر من ثلاثة أبعاد رئيسية، تشمل مرحلة تطور الصناعة، والتوجهات والسياسات الحكومية، وآليات السوق.
  • ظهور قدر من "الفقاعة المعتدلة" في المراحل الأولى للصناعات الناشئة يُعد ظاهرة طبيعية ومفهومة.
  • صناعة الروبوتات، بوصفها أحد الحوامل الاستراتيجية للجيل القادم من الذكاء الاصطناعي العام، تحظى بأهمية عالمية متزايدة، مع توقعات بوصول حجم سوقها إلى مئات المليارات من الدولارات بحلول عام 2030.
  • المراحل المبكرة غالباً ما تشهد تفاؤلاً استثمارياً يسبق النضج الكامل للتكنولوجيا وتبلور السوق... هذه الفقاعة المرحلية تُسهم في جذب الموارد وتسريع الابتكار التقني واستكشاف النماذج التطبيقية.
  • التجارب التاريخية في قطاعات مثل الإنترنت والطاقة الجديدة تثبت أن جوهر المسألة لا يكمن في وجود الفقاعة بحد ذاتها، بل في قدرة الصناعة، بعد انحسارها، على ترسيخ قاعدة إنتاجية وتقنية مستدامة.

وتتابع أن "التقدم الذي حققته صناعة الروبوتات في الصين، لا سيما في توطين سلاسل التوريد وتوسيع التطبيقات العملية، أسهم في إرساء أسس متينة للنمو طويل الأمد".

وفي ما يتعلق بالسياسات والتنظيم، تقول سعاد ياي إن الوقاية من الفقاعات باتت محل إجماع لدى الجهات التنظيمية الصينية، مشيرةً إلى اعتماد نهج التدخل المبكر للحد من المخاطر.

وتؤكد أن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح شددت على ضرورة الحذر من مظاهر مثل التشابه المفرط بين المنتجات، وتكرار الإصدارات، وتراجع المساحة المتاحة للبحث والتطوير، مع التأكيد على أهمية تحقيق توازن دقيق بين سرعة النمو وجودته.

كما توضح أن السياسات الحالية تختلف عن نماذج الدعم الواسع وغير الموجَّه في المراحل السابقة، إذ تركز على التوجيه الدقيق، من خلال تسريع بناء المعايير الصناعية وآليات تنظيم الدخول إلى السوق، إلى جانب تعزيز دمج ومشاركة موارد التقنيات الأساسية، مثل الذكاء المتجسّد، بما يوفر بنية تحتية داعمة للشركات البحثية والتكنولوجية.

وتشير إلى أن هذا النهج القائم على "الإنذار المبكر والتدخل المبكر" يسهم في كبح توسع الفقاعات بشكل غير منضبط، وتفادي تكرار مشكلات فائض الطاقة الإنتاجية التي شهدتها بعض الصناعات الناشئة في مراحل سابقة.

وتختتم حديثها لموقع "اقتصاد دوت الخليج" قائلة:

  • الجدل الدائر حول "فقاعة صناعة الروبوتات" يعكس في جوهره التوتر الطبيعي بين الطموح والواقع في مسار تطور الصناعات الحديثة.
  • اندفاع رؤوس الأموال والتوسع السريع في القدرات الإنتاجية والمبالغة في الترويج لبعض المفاهيم قد أفرزت مظاهر محلية من فرط السخونة، لكنها تظل مرحلية ولا تعكس تراجعًا هيكليًا في الصناعة.
  • صناعة الروبوتات في الصين تواصل تعزيز قدرتها على تجاوز الدورات الاقتصادية، مستندةً إلى التقدم في توطين سلاسل الإمداد وتوسيع نطاق التطبيقات الواقعية.
  • مع توجيه سياسي فعّال، وعودة رأس المال إلى قدر أكبر من العقلانية، وتركيز الشركات على بناء قدراتها الذاتية، يمكن لهذا الجدل أن يتحول إلى محفّز للتحول والارتقاء، يدفع الصناعة من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة التنمية عالية الجودة، ويعزز موقع الصين في المنافسة التكنولوجية العالمية.

دعم رسمي

يشير تقرير لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، إلى أنه:

بفضل الدعم الذي توفره الصين من مواهب هندسية هائلة وسلاسل التوريد الجاهزة للاستخدام في دلتا نهر اللؤلؤ، تعمل الشركات الناشئة مثل EngineAI على تحويل الخيال العلمي إلى واقع بسرعة فائقة.

بينما لا تزال الروبوتات الأميركية في الغالب في المختبرات، تقوم الشركات الصينية باختبار روبوتاتها ميدانياً في الملاعب والمصانع وساحات فنون الدفاع عن النفس في ثورة صناعية تغذيها الحجم والسرعة والنظام.

  • عندما يتعلق الأمر بالروبوتات الشبيهة بالبشر، اعتاد الجمهور الصيني على مجموعة مبهرة من الادعاءات الترويجية.
  • العديد من شركات الروبوتات الصينية أتقن منذ فترة طويلة أنماط الجري لروبوتاتهم، حتى أنهم حققوا شهرة واسعة من خلال مواضيع مثل سباقات الماراثون للروبوتات ومسابقات الرياضات الروبوتية.
  • في الآونة الأخيرة، تحول التركيز نحو حركات أكثر تعقيدًا مثل الرقص وفنون الدفاع عن النفس - على سبيل المثال، الركلة الدائرية التي يؤديها برنامج EngineAI's T800.

خطى متسارعة

وإلى ذلك، يقول  خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي من جامعة سان هوزه الحكومية في كاليفورنيا، الدكتور أحمد بانافع، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • الصين تسعى بخطى متسارعة إلى تصدر المشهد العالمي في الابتكار التكنولوجي، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلا أن هذا السباق الطموح قد يتحول إلى فخ اقتصادي إذا لم تتم الموازنة بعناية بين الطموح التقني والواقعية السوقية.
  • الروبوتات الشبيهة بالبشر أصبحت اليوم واجهة رئيسية في المعارض والعروض التكنولوجية، حيث يُنظر إليها باعتبارها تجسيداً للتقدم والابتكار، غير أن الجدوى التجارية الفعلية لهذه الروبوتات ما تزال محل تساؤل، في ظل محدودية تطبيقاتها العملية على نطاق واسع.
  • من أبرز أسباب القلق الزيادة المفرطة في عدد الشركات العاملة في هذا القطاع دون وجود استخدامات سوقية فعالة، إلى جانب الاهتمام المبالغ فيه من المستثمرين الذين يضخون رؤوس أموال ضخمة استناداً إلى وعود مستقبلية غير مدعومة بنماذج أعمال واضحة أو قابلة للتطبيق.
  • الاستخدام الحالي للروبوتات الشبيهة بالبشر يتركز غالباً على المهارات الاستعراضية مثل الرقص أو محاكاة الحركة البشرية، بدلاً من توظيفها في مهام إنتاجية حقيقية داخل المصانع أو المنازل.

ويؤكد بانافع أن ضعف العوائد الاقتصادية مقارنة بحجم الإنفاق الكبير على البحث والتطوير يعزز المخاوف من أن تكون هذه الاستثمارات غير مستدامة على المدى المتوسط أو الطويل.

وفيما يتعلق بالموقف الرسمي، يلفت إلى أن الحكومة الصينية أبدت، في خطوة غير معتادة، مخاوفها من تكرار سيناريو فقاعات سابقة، مثل فقاعة السيارات الكهربائية أو شركات الإنترنت في بدايات الألفية.

وبيّن أن مسؤولين في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات دعوا صراحة إلى التروي في الاستثمار، والتركيز على التطبيقات العملية، ومنع الازدواجية في الجهود التكنولوجية بين الشركات، إضافة إلى وضع معايير موحدة للابتكار لتفادي تحوّل المنافسة إلى حالة من الفوضى.

ويوضح بانافع  أن:

  • هذه التحذيرات لا تعني بالضرورة حتمية انفجار فقاعة في قطاع الروبوتات، لكنها تمثل إشارة واضحة إلى أن نمو السوق بات أسرع من قدرته على توليد قيمة اقتصادية حقيقية.
  • استمرار ضخ الأموال دون بناء قاعدة صلبة من التطبيقات الواقعية قد يؤدي إلى فقدان ثقة المستثمرين أو إلى تصحيح حاد في السوق.

الصين لا تزال في طليعة الدول المتقدمة في هذا المجال، لكن المرحلة الحالية تتطلب قدراً أكبر من الحذر والتركيز على تطوير روبوتات تلبي احتياجات المجتمع والصناعة فعلياً، وليس فقط إثارة الإعجاب في المؤتمرات

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر ثورة الروبوتات في الصين.. سباق الريادة يصطدم بمخاوف الفقاعة .. في رعاية الله وحفظة

قد تقرأ أيضا