انتم الان تتابعون خبر النمل الأبيض يثير الذعر في قرية مصرية بعد انهيار ثلاث منازل من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 10:17 مساءً - حالة من القلق تخيم على قرى مركز إسنا جنوب محافظة الأقصر بمصر، بعدما انهار منزل بقرية الدير، مسجلا ثالث حادث من نوعه خلال فترة قصيرة، والثاني داخل القرية نفسها في أقل من أسبوع، حيث أدى تكرار المشهد في نطاق جغرافي واحد إلى فتح باب الأسئلة على مصراعيه، لماذا تسقط هذه البيوت فجأة؟ وما القاسم المشترك بينها؟
وتأتي هذه الأسئلة خاصة أن جميع المنازل المنهارة تعود لعقود طويلة وشيدت بالطوب اللبن، ما أشعل جدلا واسعا بين الأهالي وعلى مواقع التواصل حول "المتهم الخفي" وراء هذه الانهيارات.
شهود عيان.. النمل الأبيض السبب
بين اتهام وتحليل، انقسمت روايات السكان، حيث أوضحت بعض أهالي مركز إسنا في تصريحات خاصة لـ"دوت الخليج " من بينهم عبدالنبي محمد، والذي حمل المسؤولية لما يعرف محليا بـ"النمل الأبيض" أو "القرضة"، مؤكدين أن هذه الحشرة تنخر الجدران والأساسات في صمت، فتُضعف المنازل من الداخل دون مؤشرات واضحة، قبل أن تنهار فجأة أمام أعين سكانها.
ويؤكد هؤلاء أن انتشار النمل الأبيض في قرى إسنا أصبح لافتًا ومقلقًا، خصوصًا للمنازل الطينية القديمة.
في المقابل، يطرح إبراهيم السيد تفسيرا آخر، مرجحًا وجود بيارات أو فراغات أسفل بعض المنازل نتيجة شبكات صرف قديمة أو غير مكتملة، ما أدى إلى تآكل التربة وفقدانها قدرتها على التحمل.
بينما يرى رأي ثالث أن السبب أبسط وأخطر في آن واحد، طوب لبن أنهكه الزمن، وتجاوز عمره الافتراضي، فلم يعد قادرا على الصمود أمام أي عوامل ضغط أو تآكل، لتبقى الحقيقة عالقة بين حشرة خفية وبنية متهالكة وأرض فقدت تماسكها.
التفسير العلمي بعيدا عن المبالغات
وعلى الضفة الأخرى من الجدل، يطرح الدكتور حامد عبدالدايم، الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات، في حديثه لـ"دوت الخليج"، تفسيرا علميا يسلط الضوء على الدور المحتمل للنمل الأبيض بعيدًا عن المبالغات، إذ يوضح أن هذه الحشرة قد تتغذى على السليلوز الموجود في الطوب اللبن المخلوط بالقش والتبن، ومع تكون مستعمرات كبيرة، تبدأ في إفراغ حبيبات الطين من الداخل تدريجيًا، ما يؤدي إلى إضعاف الجدران وخلخلة الهيكل البنائي، وقد يصل الأمر بالفعل إلى انهيار بعض المنازل القديمة.
ويشير عبدالدايم إلى أن سلوك النمل الأبيض يختلف في المباني الحديثة، حيث يتركز نشاطه على الأخشاب والباركيه، ويشق أنفاقا طينية دقيقة وخفية أسفل الأرضيات للوصول إلى مصدر غذائه، ما يجعل اكتشافه أمرًا صعبًا لفترات طويلة.
ويؤكد أن التعامل مع هذه الآفة يتطلب حلولًا مدروسة، تعتمد على طبيعة كل موقع، وتشمل استخدام مبيدات متخصصة إلى جانب المتابعة الدورية، كإجراء وقائي يضمن سلامة المباني ويحد من المخاطر قبل تفاقمها.
وزارة الزراعة تحسم الجدل
في المقابل، نفت مصادر بوزارة الزراعة في تصريحات خاصة لـ"دوت الخليج" وجود علاقة مباشرة بين انهيار ثلاثة منازل بمدينة إسنا جنوب الأقصر وانتشار ما يُعرف بـ"النمل الأبيض"، مؤكدة أن الأسباب الحقيقية تعود إلى تهالك المباني وارتفاع منسوب المياه الأرضية.
وقال المهندس محمود فؤاد، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، إن النمل الأبيض لا يتغذى على الحوائط أو الطوب، موضحًا أن "هذه المنازل قديمة ومبنية من الطوب اللبن والطين، ومن المرجح أن يكون ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفلها هو العامل الأبرز في حدوث الانهيارات".
وأكد أن النمل الأبيض يهاجم سليلوز الخشب فقط، ويعيش عادة في البيئات الجبلية، حيث يبني أعشاشه على أعماق تتراوح بين 20 و25 مترًا تحت سطح الأرض.
وحسم فؤاد الجدل، مؤكدًا أن اللجان الفنية التي عاينت مواقع الانهيارات لم ترصد أي آثار للنمل الأبيض داخل المنازل المنهارة، مشددًا على أن تلك البيوت كانت في حالة إنشائية متردية ولم تعد قادرة على الصمود بفعل الزمن وطبيعة بنائها بالطوب اللبن.
وكشف أن مديرية الزراعة تعاملت بالفعل مع نحو 73 منزلا بمركز إسنا ثبت انتشار النمل الأبيض بها، إلا أن ظهوره في هذه الحالات يرتبط بالطبيعة الجبلية لبعض المناطق، ولا يؤدي إلى انهيار المنازل بشكل مباشر كما يعتقد البعض.
وأوضح المسؤول الزراعي أن التعامل مع النمل الأبيض يتم عبر بروتوكول وقائي معتمد، يبدأ بالإبلاغ الفوري، ثم تنفيذ إجراءات فنية تشمل حفر خنادق حول المنازل المصابة وحقنها بالمبيدات المتخصصة لعزلها وحمايتها، مؤكدا في الوقت نفسه أن الانهيارات الأخيرة تعود في المقام الأول إلى تقادم المباني وغياب الترميم، وليس إلى نشاط هذه الحشرة.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر النمل الأبيض يثير الذعر في قرية مصرية بعد انهيار ثلاث منازل .. في رعاية الله وحفظة
