أخبار عالمية

العالم اليوم - لم تكن موجودة.. 4 وظائف جديدة في زمن الذكاء الاصطناعي

العالم اليوم - لم تكن موجودة.. 4 وظائف جديدة في زمن الذكاء الاصطناعي

انتم الان تتابعون خبر لم تكن موجودة.. 4 وظائف جديدة في زمن الذكاء الاصطناعي من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 24 ديسمبر 2025 12:23 مساءً - في كل مرة يخطو فيها الذكاء الاصطناعي خطوة إلى الأمام، يتصاعد القلق بشأن ما تحمله هذه التكنولوجيا لمستقبل سوق العمل، لا سيّما أنها مرشّحة لإحداث تحوّل جذري في أساليب العمل بطرق يصعب تخيّلها اليوم، حيث يضع هذا التحوّل شريحة واسعة من العاملين أمام اختبار حقيقي للتكيّف مع واقع وظيفي جديد لم تتبلور ملامحه بالكامل بعد.

ولكن في موازاة هذا التغيير الهيكلي العميق، يبرز وجه آخر أكثر إشراقاً للذكاء الاصطناعي، إذ لا يقتصر تأثيره على إزاحة وظائف تقليدية، بل يفتح في المقابل آفاقاً واسعة أمام فرص ومهن جديدة لم تكن موجودة في السابق.

وفيما يلي، نظرة على أربع وظائف مرشّحة لأن يخلقها الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب:

المُفسِّر أو The Explainer

بحسب تقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، واطّلع عليه موقع "اقتصاد دوت الخليج"، فإنه غالباً ما تبدو أنظمة الذكاء الاصطناعي غامضة وصعبة الفهم، وهي قد تنتج في لحظات ما، إجابات غير متوقعة أو مختلقة أو حتى لا يُمكن تفسيرها.

ومع تولّي الذكاء الاصطناعي في المستقبل مهاماً أكثر حساسية، كاتخاذ قرارات بشأن طلبات القروض، أو التوصية بالعلاجات الطبية، أو قبول السير الذاتية أو رفضها، سيحتاج أصحاب العمل إلى شخص يفهم أساسيات عمل هذه التكنولوجيا لضمان حسن عملها وتفسير ما تقوم به. 

ومن هنا تبرز أهمية وظيفة "المُفسِّر"، وهو دور يجب أن يتولاّه خبير يتمتع بفهم عميق في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقادر على تبسيطها وترجمتها إلى لغة واضحة يفهمها المديرون والقضاة والأطباء والجهات التنظيمية وغيرها من الأطراف المعنية. فمع توسّع استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحسّاسة، يُرجَّح أن تلجأ الشركات والمؤسسات بشكل متزايد إلى تعيين "شارحي ذكاء اصطناعي" للاستفادة من خبراتهم المتخصصة في هذا المجال.

مُحدِّد الخيار أو The Chooser

قد تكون الأنواع المختلفة من الذكاء الاصطناعي مربِكة للوافدين الجدد إلى هذا المجال، فالشركات ستواجه قرارات معقّدة بشأن أي نوع من الذكاء الاصطناعي هو الأنسب لخدماتها، وهنا يبرز دور مُحدِّد الخيار في الذكاء الاصطناعي، الذي سيساعد على إزالة هذا الالتباس.

وسيتولى "مُحدِّد الخيار" مهمة مساعدة الشركات على فرز مجموعة أنظمة الذكاء الاصطناعي المتاحة، وتحديد المهام التي يتفوّق كل نظام في أدائها، ثم يوجّه المؤسسة خلال مراحل شراء هذه التقنيات وتركيبها وتشغيلها.

المدققون والمُنقّحون أو Auditors and Cleaners

تعاني بعض الشركات من صعوبة في التعامل مع مشكلات مثل الانحياز في قرارات الذكاء الاصطناعي، حيث سيعمل المدققون والمُنقّحون جنباً إلى جنب للكشف عن هذه المشكلات ومعالجتها.

فعلى سبيل المثال، سيقوم مدقق الذكاء الاصطناعي بإجراء فحوصات منتظمة أسبوعية أو شهرية أو حتى يومية، للتحقق مما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تولّد نتائج منحازة بشكل غير عادل نحو اتجاه معيّن. أما المُنقّح فسيتولى إدخال التعديلات المطلوبة على نظام الذكاء الاصطناعي للقضاء على هذه المشكلات، مثل إعادة تدريب النظام باستخدام مجموعة بيانات تساعد في إزالة الانحياز.

المدرّب أو The Trainer

مع توسّع استخدام الذكاء الاصطناعي في الوظائف المختلفة، سيحتاج العاملون إلى الكثير من التدريب على هذه التقنية الجديدة، حيث سيشهد العالم نوعاً جديداً من برامج التدريب لتلبية هذا الطلب.

وعلى عكس التدريس التقليدي في الشركات، الذي يعتمد على الجلسات الحضورية أو الدورات العامة عبر الإنترنت، فإن المدرّب على الذكاء الاصطناعي، سيستخدم أسلوباً جديداً للتعليم يعتمد على تحديد النهج الأنسب لكل فرد، وتكييف الدروس وفقاً لمتطلبات هذا الشخص.

وقد يكون هذا الأسلوب مفيداً بشكل خاص للعاملين في منتصف مسيرتهم المهنية، الذين يحتاجون بسرعة لاكتساب مهارات جديدة دون العودة إلى التعليم الرسمي، أو للعاملين في شركات صغيرة، تفتقر إلى الموارد الكافية لبرامج تدريب واسعة.

لماذا نحتاج إلى مُفسِّر AI؟

وتقول خبيرة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من جامعة أوكسفورد ومؤلفة كتاب "الذكاء الاصطناعي ببساطة"، هيلدا معلوف ملكي، في حديث لموقع "اقتصاد دوت الخليج"، إنه مع التوسع المتسارع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات العمل، أصبح من الضروري وجود شخص قادر على ترجمة عمل هذه الأنظمة المعقدة، إلى لغة بسيطة يفهمها الجميع، فالكثير من الموظفين يشعرون بالقلق أو الارتباك أمام قرارات تتخذها الآلات، وغالباً ما يكون لدى هؤلاء الموظفين مفهوم خاطئ عن الذكاء الاصطناعي، فيظنونه تهديداً مباشراً لدورهم أو منافساً لهم، مشيرة إلى أن هذا التصور يمكن أن يؤدي إلى شعور بعدم الأمان داخل بيئة العمل، ما ينعكس تأخيراً في الاستفادة من مزايا هذه التكنولوجيا المتطورة.

وتضيف معلوف ملكي إنه في ظل هذا الواقع، يظهر دور "المفسّر" الذي لا يقتصر عمله على شرح كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، بل يمتد أيضاً إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتقديم صورة واقعية ومتوازنة عن دور هذه التكنولوجيا في العمل، لافتة إلى أن المفسّر سيقوم بتقريب وجهات النظر بين الموظفين والتكنولوجيا، وتثبيت مفهوم أن الذكاء الاصطناعي أداة تمكينية تساعد على تحسين الأداء وتسهيل المهام، وليس خصماً يجب محاربته.

وظيفة رئيسية

وتشرح معلوف ملكي أن وجود "المفسّر" داخل الشركات لن يساعد فقط على تقليل الغموض والخوف من التغيير، بل سيعزز أيضاً الثقة بين الموظفين والإدارة والتكنولوجيا نفسها، فهو يوفر قدرة على رؤية الصورة الكبيرة، ويفسر النتائج التي تقدمها الأنظمة، ويحوّل البيانات المعقدة إلى معلومات يمكن اتخاذ قرارات مدروسة بناءً عليها، وبهذا الشكل يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لتيسير شؤون العمل بسلاسة مما يرفع مستويات الإنتاجية، ويخفف من الضغوطات اليومية على الموظفين، ويمنحهم وقتاً أكبر للتركيز على اتخاذ القرارات الاستراتيجية وبالتالي تحسين الأداء العام للمؤسسة.

وترى معلوف ملكي أن وجود "مفسّر" الذكاء الاصطناعي داخل فريق العمل، يضمن التزام الشركات بالمعايير الأخلاقية، ويقلل الانحيازات التي قد تنتج عن قرارات هذه التكنولوجيا، ما يحمي سمعة الشركات ويعزز شفافية العمليات الداخلية، مؤكدة أن هذه الوظيفة أصبحت رئيسية ليس فقط لمواجهة التغير التقني، بل لبناء ثقافة عمل متكاملة، قادرة على دمج الذكاء الاصطناعي بذكاء وبشكل مستدام.

محفز وليس بديل

بدوره يقول ريان داغر وهو مطور برامج وتطبيقات، في حديث لموقع "اقتصاد دوت الخليج"، إن ظهور وظائف جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، يمثل فرصة لإعادة هيكلة طريقة تفكير الشركات حول رأس المال البشري والتقني معاً، فالذكاء الاصطناعي عند استخدامه بشكل مدروس، يمكن أن يكون محفزاً لإطلاق طاقات جديدة لدى الموظفين بدلاً من استبدالهم، خصوصاً إذا تم دمجه ضمن آليات واضحة للتعاون بين الإنسان والآلة.

سوق عمل جديدة

وبحسب داغر فإن وظائف مثل "محدد الخيار" أو "المدقق والمنقح"، ليست مجرد أدوار وظيفية عادية، بل يُمكن اعتبارها محركات استراتيجية لإعادة تصميم العمليات، وتحديد الأولويات داخل المؤسسات، فمثلاً يضمن وجود مدققين للذكاء الاصطناعي، أن تكون القرارات التي تتخذها هذه الأنظمة مطابقة للمعايير والسياسات الداخلية للشركة، ما يقلل من المخاطر القانونية والأخلاقية الناتجة عن الأخطاء، ويعزز ثقة العملاء والشركاء في الخدمات المقدمة، في حين ستساعد وظيفة "محدد الخيار" الشركات، على انتقاء التقنيات الأكثر توافقاً مع أهدافها ورؤيتها المستقبلية، مع توجيه فرق العمل حول كيفية دمج هذه الأنظمة بشكل فعّال ضمن العمليات اليومية.

ويعتبر داغر أن ما نراه اليوم يؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى عنصر أساسي يثري البيئة العملية، فظهور وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، يثبت أن دور هذه التكنولوجيا لا يقتصر على إلغاء الوظائف التقليدية فقط، بل يمتد أيضاً إلى ابتكار سوق عمل جديدة يتطلب مهارات متقدمة، ومن هنا فإن على الإنسان أن يعمل على تطوير نفسه باستمرار، من خلال اكتساب مهارات جديدة تتماشى مع هذه الثورة التكنولوجية، وذلك كي يتمكن من الانخراط بفاعلية في سوق العمل المستقبلي، والاستفادة من الفرص التي يتيحها.

 

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر لم تكن موجودة.. 4 وظائف جديدة في زمن الذكاء الاصطناعي .. في رعاية الله وحفظة

قد تقرأ أيضا